Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 13-13)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة طائره أي : عمله وأصلها أن العرب كانوا في الماضي يزجرون الطير ، أي : إذا أراد أحدهم أنْ يُمضيَ عملاً يأتي بطائر ثم يطلقه ، فإنْ مَرَّ من اليسار إلى اليمين يسمونه " السانح " ويتفاءلون به ، وإنْ مَرّ من اليمين إلى اليسار يسمونه " البارح " ويتشاءمون به ، ثم يتهمون الطائر وينسبون إليه العمل ، ولا ذنب له ولا جريرة . إذن : كانوا يتفاءلون باليمين ، ويتشاءمون باليسار ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن ، ولا يحب التشاؤم لأن الفَأْل الطيب يُنشّط أجهزة الجسم انبساطاً للحركة ، أما التشاؤم فيدعو للتراجع والإحجام ، ويقضي على الحركة والتفاعل في الكون . والحق سبحانه هنا يُوضّح : لا تقوِّلوا الطائر ولا تتهموه ، بل طائرك أي : عملك في عنقك يلازمك ولا ينفكّ عنك أبداً ، ولا يُسأل عنه غيره ، كما أنه لا يُسأل عن عمل الآخرين ، كما قال تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ … } [ الإسراء : 15 ] . فلا تُلقي بتبعة أفعالك على الحيوان الذي لا ذنب له . وقوله تعالى : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } [ الإسراء : 13 ] . وهو كتاب أعماله الذي سجَّلتْه عليه الحفظة الكاتبون ، والذي قال الله عنه : { وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } [ الكهف : 49 ] . هذا الكتاب سيلقاه يوم القيامة منشوراً . أي : مفتوحاً مُعدَّاً للقراءة . ثم يقول الحق سبحانه : { ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ … } .