Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 20-20)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كُلاًّ } أي : كلاَ الفريقين السابقين : مَن أراد العاجلة ، ومَن أراد الآخرة : { نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ … } [ الإسراء : 20 ] . أي : أن الله تعالى يمدُّ الجميع بمُقوّمات الحياة ، فمنهم مَنْ يستخدم هذه المقومات في الطاعة ، ومنهم مَنْ يستخدمها في المعصية ، كما لو أعطيتَ لرجلين مالاً ، فالأول تصدّق بماله ، والآخر شرب بماله خمراً . إذن : فعطاء الربوبية مدَدٌ ينال المؤمن والكافر ، والطائع والعاصي ، أما عطاء الألوهية المتمثل في منهج الله : افعل ولا تفعل ، فهو عطاء خاصٌّ للمؤمنين دون غيرهم . وقوله تعالى : { وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً … } [ الإسراء : 20 ] . أي : ممنوعاً عن أحد لأن الجميع خَلْقه تعالى ، المؤمن والكافر ، وهو الذي استدعاهم إلى الحياة ، وهو سبحانه المتكفّل لهم بمُقوّمات حياتهم ، كما تستدعي ضيفاً إلى بيتك فعليك أنْ تقومَ له بواجب الضيافة . ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه اختار التعبير بقوله : { مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ … } [ الإسراء : 20 ] . لأن العطاء المراد هنا عطاء ربوبية ، وهو سبحانه ربّ كلّ شيء . أي : مُربّيه ومتكفّل به ، وشرف كبير أن يُنسبَ العطاء إلى الرب تبارك وتعالى . ثم يقول الحق سبحانه : { ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ … } .