Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 42-42)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : لو كان مع الله آلهة أخرى لَطلبتْ هذه الآلهةُ طريقاً إلى ذي العرش . وقد عالج الحق تبارك وتعالى هذه القضية في قوله : { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ … } [ آل عمران : 18 ] . وهذه قضية : إما أنْ تكونَ صادقة ، وإما أن تكون غير ذلك . فإنْ كانت صادقة فقد انتهتْ المسألة ، وإنْ كانت غير صادقة ، وهناك إله ثانٍ ، فأين هو ؟ لماذا لم نسمع به ؟ فإنْ كان موجوداً ، ولا يدري - أو كان يدري بهذه القضية - ولكنه تقاعس عن المواجهة ولم يعارض ، ففي كل الأحوال لا يستحق أن يكون إلهاً . إذن : ما دام أن الله تعالى شهد لنفسه بالوحدانية ، ولم يَقُمْ له معارض فقد سَلِمتْ له هذه الدعوى . وكلمة { ذِي ٱلْعَرْشِ } لا تُقَال إلا لمَنْ استتبَّ له الأمر بعد عِرَاك وقتال ، فيُصنع له كرسي أو سرير يجلس عليه . ابتغاء الطريق إلى ذي العرش ، إما ليواجهوه ويوقفوه عند حده ويبطلوا دعوته ، فإن غلبوا فقد انتهت المسألة ، وإن غُلبوا فعلى الأقل يذهب كل إله بما خلق كما قال تعالى : { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ … } [ المؤمنون : 91 ] . أو : يبتغون إليه سبيلاً ، ليكونوا من خَلْقه ومن عبيده لذلك يقول الحق سبحانه في موضع آخر : { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ … } [ النساء : 172 ] . ويقول : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ … } [ الإسراء : 57 ] . فهؤلاء الذين أشركتموهم مع الله فقُلْتم : المسيح ابن الله ، وعزير ابن الله ، والملائكة بنات الله ، كُلُّ هؤلاء فقراء إلى الله يبتغون إليه الوسيلة ، حتى أقربهم إلى الله وهم الملائكة يبتغون إلى الله الوسيلة فغيرهم - إذن - أَوْلَى . وينزِّه الحق سبحانه نفسه ، فيقول : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا … } .