Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 43-43)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله { سُبْحَانَهُ } يعني تنزيهاً مطلقاً له تعالى في ذاته ، وفي صفاته ، وفي أفعاله ، فلله تعالى ذات ليست كذاتك ، وله صفات ليست كصفاتك ، وله أفعال ليست كأفعالك لأن الأشياء تختلف في الوجود بحَسْب المُوجِد لها . فمثلاً : لو بني كُلٌّ من العمدة ، ومأمور المركز ، والمحافظ بيتاً ، فسوف يتفاوت هذا البناء من واحد للآخر ، بحسب قدرته ومكانته . وكذلك لا بُدَّ من وجود هذا التفاوت بين إله ومألوه ، وبين رَبٍّ ومربوب ، وبين عابد ومعبود . إذن : كُلُّ الأشياء في المتساوي تتفاوت بتفاوت الناس . وقوله : { عُلُوّاً كَبِيراً } [ الإسراء : 43 ] أي : تعالى الله وتنزَّه عَمَّا يقول هؤلاء علواً كبيراً لأن الناس تتفاوت في العلو . ونلاحظ أن الحق سبحانه اختار كبيراً ولم يَقُلْ : أكبر . وهذا من قبيل استعمال اللفظ في موضعه المناسب لأن كبيراً تعني : أن كل ما سواه صغير ، لكن أكبر تعني أن ما دونه كبير أي : مُشَارِك له في الكِبَر . لذلك نقول في نداء الصلاة : الله أكبر وهي صفة له سبحانه ، وليست من أسمائه ذلك لأن من أعمال الحياة اليومية ما يمكن أن يُوصَف بأنه كبير ، كأعمال الخير والسعي على الأرزاق ، فهذه كبيرة ، ولكن : الله أكبر . ثم يقول تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ … } .