Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 68-68)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فهؤلاء الذين أعرضوا عن الله بعد إذ نجَّاهم في البحر أأَمِنُوا مكْر الله في البر ؟ وهل الخطر في البحر فقط ؟ وأليس الله تعالى بقادر على أن يُنزِل بهم في البر مثل ما أنزل بهم في البحر ؟ يقول تعالى : { أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ … } [ الإسراء : 68 ] . كما قال تعالى في شأن قارون : { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ … } [ القصص : 81 ] ولستم ببعيدين عن هذا إنْ أراده الله لكم ، وإنْ كنا نقول " البر أمان " فهذا فيما بيننا وبين بعضنا ، أما إنْ جاء أمر الله فلن يمنعنا منه مانع . وقوله تعالى : { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً … } [ الإسراء : 68 ] أي : ريحاً تحمل الحصباء ، وترجمكم بها رَجْماً ، والحصباء الحصى الصغار ، وهي لَوْن من ألوان العذاب الذي لا يُدفَع ولا يُرَدّ لذلك قال بعدها : { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } [ الإسراء : 68 ] . أي : لا تجدوا مَنْ ينصركم ، أو يدافع عنكم . إذن : لا تظنوا أن البر أمان لا خطر فيه … لا ، بل خطري موجود غير بعيد منكم ، سواء أكنتم في البحر أو في البر . ثم يقول الحق سبحانه : { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ … } .