Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 69-69)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : وإنْ نجاكم من خطر البحر ، فلا مجال للأمن في البر لأنه قادر سبحانه أن يُذيقكم بأسه في البر ، أو يُعيدكم في البحر مرة أخرى ، ويُوقعكم فيما أوقعكم فيه من كَرْب في المرة الأولى ، فالمعنى : أنجوتُمْ فأمنتُم . وقوله تعالى : { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ … } [ الإسراء : 69 ] . القاصف : هو الذي يقصف بعنف وشدة ، ولا يكون إلا في اليابس { فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ … } [ الإسراء : 69 ] أي : بسبب كفركم بنعمة الله ، وجحودكم لفضله ، فقد نجاكم في البحر فأعرضتم وتمردتم ، في حين كان عليكم أن تعترفوا لله بالجميل ، وتُقِرُّوا له بالفضل . ثم يقول تعالى : { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } [ الإسراء : 69 ] . عندنا تابع وتبيع ، التابع : هو الذي يتبعك لعمل شيء فيك ، أما التبيع : فهو الذي يُوالِي تتبعك ، ويبحث عنك لأَخْذ ثأره منك . فالمعنى : إنْ فعلنا بكم هذه الأفعال فلن تجدوا لكم تبيعاً يأخذ بثأركم أو ينتقم لكم ، إذن : لا أملَ لكم في ناصر ينصركم ، أو مدافع يحميكم . وكأن الحق سبحانه وتعالى يقول : أنا لا أخاف ردَّ الفعل منكم ، والإنسان يُحجم عن الفعل مخافةَ ردِّ الفعل ، ويجلس يفكر طويلاً : إذا ضربتُ فلاناً فسيأتي أهله ويفعلون بي كذا وكذا ، أما الحق سبحانه وتعالى فلا أحدَ يستطيع ردّاً على انتقامه أو عذابه . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ … } .