Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 76-76)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهنا أيضاً يقول تعالى : { كَادُواْ } أي : قاربوا ، فهم لا يجرؤون على الفعل ، ولا يستطيعون ، فالأمر مجرد القُرْب من الفعل ، فإنهم سيحاولون إخراجك ، لكنك لن تخرج إلا بأمري وتقديري . وقوله تعالى : { لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ … } [ الإسراء : 76 ] من استفزَّه أي : طلب منه النهوض والخِفّة إلى الفِعْل ، كما تقول لولدك المتثاقل : فِز أي : قُمْ وانهض ، والمراد : يستحثونك على الخروج { مِنَ ٱلأَرْضِ } من مكة بإيذائهم لك ، وعَنَتهم معك ليحملوك على الخروج ، ويُكرِّهوك في الإقامة بها . وكفار مكة يعلمون أن في خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة راحة لهم ، وحتى لا يكون أُسْوة لعبيدهم ولضعاف القوم الذين أحبوه ، ومالوا لاعتناق دينه والإيمان به . ثم يقول تعالى : { وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 76 ] . أي : لو أخرجوك من مكة فلن يلبثوا فيها بعدك إلا قليلاً ، وقد حدث فعلاً ، فبعد خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة بعام جاءت بدر ، فقُتِل سبعون من صناديد قريش ، وأُسِرَ سبعون ، وبعد أن خرج الرسول من مكة لم يتمتعوا فيها بالنعيم ولا بالسيادة التي كانوا يَرجُونها بعد خروجه . ثم يقول الحق سبحانه : { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا … } .