Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 96-96)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } أي : رَدّاً على ما اقترحوه من الآيات وعلى اعتراضهم على بشرية الرسول : { كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ … } [ الإسراء : 96 ] . والشهيد إنما يُطلَب للشهادة في قضية ما ، فما القضية هنا ؟ القضية هي قضية تعنُّت الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم طلبوا منه مَا ليس في وُسْعه . والرسول لا يعنيه المتعنتون في شيء لأن أمره مع ربه عز وجل لذلك قال : { كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً … } [ الإسراء : 96 ] . فإنْ كانت شهادة الشاهد في حوادث الدنيا تقوم على الإخبار بما حدث ، وعليها يترتب الحكم فإن شهادة الحق سبحانه تعني أنه تعالى الشهيد الذي رأى ، والحاكم الذي يحكم ، والسلطة التنفيذية التي تنفذ . لذلك قال : { كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً … } [ الإسراء : 96 ] . فهو كافيك هذا الأمر لأنه كان بعباده { خَبِيراً } يعلم خفاياهم ويطّلع على نواياهم من وراء هذا التعنُّت { بَصِيراً } لا يخفى عليه شيء من أمرهم . ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ … } .