Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 99-99)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ … } [ الإسراء : 99 ] . إذا جاءت همزة الاستفهام بعدها واو العطف وبعدها نفي ، فاعلم أن الهمزة دخلتْ على شيء محذوف ، إذن : فتقدير الكلام هنا : أيقولون ذلك ويستبعدون البعث ولم يَرَوْا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أنْ يخلق مثلهم . وقوله تعالى : { مِثْلَهُمْ } أي : يخلقهم هم ويُعيدهم من جديد لأن الخَلْق إنشاء جديد ، فهُمْ خَلْق جديد مُعَادٌ ، فالمثلية هنا في أنهم مُعَادون ، أو يكون المراد { مِثْلَهُمْ } أي : ليسوا هم ، بل خَلْق مختلف عنهم على اعتبار أنهم كانوا في الدنيا مختارين ، ولهم إرادات ، أما الخلق الجديد في الآخرة وإنْ كان مثلهم في التكوين إلا أنه عاد مقهوراً على كل شيء لا إرادةَ له لأنه الآن في الآخرة التي سينادي فيها الخالق سبحانه : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [ غافر : 16 ] . وقوله تعالى : { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } [ الإسراء : 99 ] . أي : أن القيامة التي كذَّبوا بها وأنكروها واقعة لا شكّ فيها ، لكن هؤلاء معاندون مُصِرُّون على الكفر مهما أتيتَ لهم بالأدلة ، ومهما ضربتَ لهم الأمثلة ، فإنهم مُصمِّمون على الإنكار لأن الإيمان سيسلبهم ما هم فيه من السيادة وما يدعونه من العظمة ، الإيمان سيُسوّي بينهم وبين العبيد ، وسيُقيّد حريتهم فيما كانوا فيه من ضلال وفساد . لكن هؤلاء السادة والعظماء الذين تأبَّوْا على الإيمان ، وأنكروا البعث خوفاً على مكانتهم وسيادتهم وما عندهم من سلطة زمنية ، ألم تتعرَّضوا لظلم من أحد في الدنيا ؟ ألم يعتَدِ عليكم أحد ؟ ألم يسرق منكم أحد ولم تتمكنوا من الإمساك به ومعاقبته ؟ لقد كان أَوْلَى بكم الإيمان بالآخرة حيث تتحقق عدالة العقاب وتنالون حقوقكم مِمَّنْ ظلمكم ، أو اعتدى عليكم . ثم ينتقل السياق القرآني إلى موضوع جديد ، حيث يقول تعالى : { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي … } .