Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 38-38)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَّٰكِنَّاْ … } [ الكهف : 38 ] أي : لكن أنا ، فحذفت الهمزة وأُدغمت النون في النون . ولكن للاستدراك ، المؤمن يستدرك على ما قاله صاحبه : أنا لستُ مثلك فيما تذهب إليه ، فإنْ كنت قد كفرتَ بالذي خلقك من تراب ، ثم من نطفة . ثم سوَّاك رجلاً ، فأنا لم أكفر بمَنْ خلقني ، فقَوْلي واعتقادي الذي أومن به : { هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي … } [ الكهف : 38 ] . وتلاحظ أن الكافر لم يَقُلْ : الله ربي ، إنما جاءتْ ربي على لسانه في معرض الحديث ، والفرْق كبير بين القولين لأن الربّ هو الخالق المتولّي للتربية ، وهذا أمر لا يشكّ فيه أحد ، ولا اعتراض عليه ، إنما الشكّ في الإله المعبود المطاع ، فالربوبية عطاء ، ولكن الألوهية تكليف لذلك اعترف الكافر بالربوبية ، وأنكر الألوهية والتكليف . ثم يؤكد المؤمن إيمانه فيقول : { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } [ الكهف : 38 ] . ولم يكتفِ المؤمن بأن أبانَ لصاحبه ما هو فيه من الكفر ، بل أراد أنْ يُعدّي إيمانه إلى الغير ، فهذه طبيعة المؤمن أنْ يكون حريصاً على هداية غيره ، لذلك بعد أنْ أوضح إيمانه بالله تعالى أراد أن يُعلِّم صاحبه كيف يكون مؤمناً ، ولا يكمُل إيمان المؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وأيضاً من العقل للمؤمن أن يحاول أن يهدي الكافر لأن المؤمن صُحح سلوكه بالنسبة للآخرين ، ومن الخير للمؤمن أيضاً أن يُصحِّح سلوك الكافر بالإيمان . لذلك من الخير بدل أنْ تدعوَ على عدوك أن تدعو له بالهداية لأن دعاءك عليه سيُزيد من شقائك به ، وها هو يدعو صاحبه ، فيقول : { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ … } .