Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 81-81)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ولا يفوت الخضر - عليه السلام - أن ينسب الخير هنا أيضاً إلى الله ، فيقول : أنا أحب هذا العمل وأريده ، إنما الذي يُبدّل في الحقيقة هو الله تعالى : { فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً … } [ الكهف : 81 ] فهذا الخير من الله ، وما أنا إلا وسيلة لتحقيقه . وقوله : { خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً … } [ الكهف : 81 ] أي : طُهْراً { وَأَقْرَبَ رُحْماً } [ الكهف : 81 ] لأنهما أرادا الولد لينفعهما في الدنيا ، وليكون قُرَّة عَيْن لهما ، ولما كانت الدنيا فانية لا بقاءَ لها ، وقد ثبت في علمه تعالى أن هذا الولد سيكون فتنة لأبويْه ، وسيجلب عليهما المعاصي والسيئات ، وسيجرّهما إلى العذاب ، كانت الرحمة الكاملة في أخذه بدل أنْ يتمتّعا به في الدنيا الفانية ، ويشقيَا به في الآخرة الباقية . ثم يقول الحق سبحانه : { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ … } .