Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 36-36)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الرب : هو المتولّي للتربية والرعاية . والتربية تعني أن يأخذ المربِّي المربَّى بالرياضة إلى مَا يصلحه لأداء مهمته والقيام بها ، كما لو أردتَ مهندساً تُربّيه تربية مهندس ، وإن أردت طبيباً تربيه تربية طبيب . ونحن هنا أمام قوم أشركوا بالله ، ونحتاج لداعية يُخرِجهم من الشرك إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة . فالمعنى : ما دام أن الله تعالى ربي وربكم ، والمتولّي لتربيتنا جميعاً ، فلا بُدَّ أن يُربّى لكم مَنْ يصلحكم لأنه تعالى لا يخاطبكم مباشرة ، بل سيبعثني إليكم أبلغكم رسالته ، وأدعوكم إلى عبادته وحده لا شريك له ، وما دام الله ربي وربكم فمن الواجب أنْ تُطيعوه { فَٱعْبُدُوهُ … } [ مريم : 36 ] والعبادة أنْ يطيعَ العابدُ معبوده في أوامره وفي نواهيه . كما قال تعالى : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ … } [ البينة : 5 ] . ثم يقول تعالى : { هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ مريم : 36 ] أي : الذي لا التواءَ فيه ولا اعوجاجَ ، وهو الطريق الذي يُوصِّلك لمقصودك من أقرب طريق ، وبأقلّ مجهود ، ومعلوم أن الخط المستقيم هو أقرب طريق بين نقطتين . ثم يقول الحق سبحانه : { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ … } .