Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 50-50)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مِّن رَّحْمَتِنَا … } [ مريم : 50 ] المراد بالرحمة النبوة لذلك لما قال أهل العظمة والجاه المعاصرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] وكأنهم استقلُّوا رسول الله أن يكون في هذه المنزلة ، رَدَّ عليهم القرآن : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ … } [ الزخرف : 32 ] . إذن : فعطاؤه تعالى في النبوات رحمةٌ أشاعها الله في ذرية إبراهيم . وقوله : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } [ مريم : 50 ] أي : كلمة صدق وحق ثابت مطابق للواقع ، ولسان الصِّدْق يعني مَدْحاً في موضعه ، وثناءً بحق لا مجاملةَ فيه ، والثناء يكون باللسان ، وها نحن نذكر هذا الرْكب من الأنبياء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب بالثناء الحسَن والسيرة الطيبة ، ونأخذهم قدوة ، وهذا كله من لسان الصدق ، ويبدو أنها دعوةُ إبراهيم حين قال : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ * وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } [ الشعراء : 83 - 84 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ … } .