Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 63-63)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ … } [ مريم : 63 ] أي : التي يعطينا صورة لها هي : { ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } [ مريم : 63 ] أ ي : يرثونها ، فهل كان في الجنة أحد قبل هؤلاء ، فَهُم يرثونه ؟ الحق - تبارك وتعالى - قبل أن يخلق الخَلْق عرف منهم مَنْ سيؤمن باختياره ، ومَنْ سيكفر باختياره ، علم مَنْ سيطيع ومَنْ سيعصي ، فلم يُرغِم سبحانه عباده على شيء ، إنما علم ما سيكون منهم بطلاقة علمه تعالى ، إلا أنه تعالى أعدَّ الجنة لتسع جميع الخَلْق إنْ أطاعوا ، وأعدَّ النار لتسع جميع الخَلْق إنْ عَصَوْا ، فلن يكون هناك إذن زحام ولا أزمة إسكان ، إنْ دخل الناس جميعاً الجنة ، أو دخلوا جميعاً النار . إذن : حينما يدخل أهلُ النارِ النارَ ، أين تذهب أماكنهم التي أُعِدَّتْ لهم في الجنة ؟ تذهب إلى أهل الجنة ، فيرثونها بعد أنْ حُرم منها هؤلاء . ثم يقول رب العزة سبحانه : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ … } .