Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 127-127)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم اذكر عندما كان إبراهيم يرفع القواعد من البيت … وجاءت { يَرْفَعُ } [ البقرة : 127 ] هنا فعلاً مضارعاً لتصويرِ الحدث الآن وفي المستقبل . ولكن هل يرفع إبراهيم القواعد من البيت الآن ؟ أم أنه رفع وانتهى ؟ طبعاً هو رفع وانتهى ، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يستحضر حالة إبراهيم وإسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت … والله يريد من المؤمنين أن يتصوروا عملية الرفع ، فلم يكن إبراهيم يملك سلماً حتى يرفعه ويقف فوقه ، ولم يكن يملك " سقالة " … ولكن غياب هذه النعم لم يمنع إبراهيم من أن يتحايل ويأتي بالحجر . إن الله يريد منا ألا ننسى هذه العملية ، وإبراهيم وابنه إسماعيل يذهبان للبحث عن حجر ، ولابد أن يكون الحجر خفيف الوزن ليستطيعا أن يحملاه إلى مكان البناء … ثم يقف إبراهيم على الحجر وإسماعيل يناوله الأحجار الأخرى التي سيتم بها رفع القواعد من البيت . ورغم المشقة التي يتحملها الاثنان … هما سعيدان … وكل ما يطلبانه من الله هو أن يتقبل منهما … والقبول والمقابلة والاستقبال كلها من مادة مواجهة … أي أنهما يسألان الله في موقف المعرض عن عمله ، إنهما لا يريدان إلا الثواب : { تَقَبَّلْ مِنَّآ } [ البقرة : 127 ] أي أعطنا الثواب عما نعمله لأجلك وتنفيذاً لأمرك . وقوله تعالى : { إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [ البقرة : 127 ] … أي أنت يا رب السميع الذي تسمع دعاءنا وتسمع ما نقول … " والعليم " … العليم بنيتنا ومدى إخلاصنا لك … وإننا نفعل هذا العمل ابتغاء لوجهك ولا نقصد غيرك … ذلك أن الأعمال بالنيات ، وقد يعمل رجلان عملاً واحداً . أحدهما يثاب لأنه يعمله إرضاء لله وتقرباً منه والآخر لا يثاب لأنه يفعله من أجل الدنيا . والله سبحانه وتعالى عليم بالنية . فإن كان العمل خالصاً لله تقبله ، وإذا لم يكن خالصاً لوجهه لا يتقبله … ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " إذن فالعمل إن لم يكن خالصاً لله فلا ثواب عليه .