Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 129-129)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
دعا إبراهيم عليه السلام الله سبحانه وتعالى ليتم نعمته على ذريته ويزيد رحمته على عباده … بأن يرسل لهم رسولاً يبلغهم منهج السماء ، حتى لا تحدث فترة ظلام في الأرض تنتشر فيها المعصية والفساد والكفر ، ويعبد الناس فيها الأصنام كما حدث قبل إبراهيم . كلمة { رَسُولاً مِّنْهُمْ } [ البقرة : 129 ] ترد على اليهود الذين أحزنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب ، وأن الرسالة كان يجب أن تكون فيهم … ونحن نقول لهم إن جدنا وجدكم إبراهيم وأنتم من ذرية يعقوب بن إسحاق . ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم وأخ لإسحاق … ولا حجة لما تدعونه من أن الله فَضَّلَكم واختاركم على سائر الشعوب … إنما أراد الحق سبحانه وتعالى أن يسلب منكم النبوة لأنكم ظلمتم في الأرض ، وعهد الله لا ينالُ الظالمين . أراد الحق تبارك وتعالى أن يقول لهم إن هذا النبي من نسل إبراهيم وإنه ينتمي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام . وقوله تعالى : { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } [ البقرة : 129 ] … أي آيات القرآن الكريم . وقوله تعالى : { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ } [ البقرة : 129 ] … يجب أن نعرف أن هناك فرقاً بين التلاوة وبين التعليم … فالتلاوة هي أن تقرأ القرآن ، أما التعليم فهو أن تعرف معناها وما جاءت به لتطبقه وتعرف من أين جاءت … وإذا كان الكتاب هو القرآن الكريم ، فإن الحكمة هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال الحق سبحانه وتعالى فيها في خطابه لزوجات النبي : { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ … } [ الأحزاب : 34 ] . وقوله تعالى : { وَيُزَكِّيهِمْ } [ البقرة : 129 ] أي ويطهرهم ويقودهم إلى طريق الخير وتمام الإيمان . وقوله جل جلاله : { إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } [ البقرة : 129 ] … أي العزيز الذي لا يغلب لجبروته ولا يسأله أحد … " والحكيم " الذي لا يصدر منه الشيء إلا بحكمة بالغة .