Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 152-152)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَٱذْكُرُونِيۤ } [ البقرة : 152 ] أي كل هذه النعم والفضل عليكم يجب ألا تنسوها … أن تعيشوا دائماً في ذكر من أنعم عليكم … فالله سبحانه وتعالى يريد من عباده الذكر ، وهم كلما ذكروه سبحانه وشكروه شكرهم وزادهم … والله سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي : " أنا عند حُسْن ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ، وإنْ تَقرَّبَ إليّ بشبر تَقَرَّبتُ إليه ذراعاً وإن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " هذه هي رغبة الكريم في أن يعطي بشرط أن نكون أهلاً للعطاء لأنه يريد أن يعطيك أكثر وأكثر … فقوله تعالى : " اذكروني " أي اذكروا الله في كل شيء . في نعمه . في عطائه . في ستره . في رحمته . في توبته . يقول بعض الصالحين : سمعت فيمن سمع عن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك إذا ما أقبلت على شرب الماء فقسمه ثلاثاً … أول جرعة قل باسم الله واشربها ، ثم قل الحمد لله وابدأ شرب الجرعة الثانية وقل باسم الله وبعد الانتهاء منها قل الحمد لله … ثم قل باسم الله واشرب الجرعة الثالثة واختمها بقولك الحمد لله . فما دام هذه الماء في جوفك فلن تحدثك ذرة من جسدك بمعصية الله . جربها يوماً في نفسك وقل باسم الله واشرب ، وقل الحمد لله وكررها ثلاث مرات فإنك تكون قد استقبلت النعمة بذكر المنعم وأبعدت عن نفسك حولك وقوتك ، وأنهيت النعمة بحمد الله . ولكن لماذا الماء ؟ لأن الماء في الجوف أشبع من أي شيء آخر . قوله تعالى : { وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } [ البقرة : 152 ] الشكر على النعمة يجعل الله سبحانه وتعالى يزيدك منها . واقرأ قوله تبارك وتعالى : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ … } [ إبراهيم : 7 ] . وشكر الله يذهب الغرور عن نفسك فلا تفتنك الأسباب وتقول أوتيته على علم مني . { وَلاَ تَكْفُرُونِ } [ البقرة : 152 ] أي لا تستروا نعم الله بل اجعلوها دائماً على ألسنتكم … فإن كل نعمة من نعم الله لو استقبلت بقولك " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " لا ترى في النعمة مكروهاً أبداً لأنك حصنت النعمة بسياج المُنْعِم … أعطيت لله حقه في نعمته فإن لم تفعل وتركتها كأنها منك وأنت موجدها ونسيت المُنْعِم وهو الله سبحانه وتعالى فإن النعمة تتركك .