Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 110-110)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ … } [ طه : 110 ] ما أمامهم ، ويعلم ما خلفهم ، أما أنت فلا تحيط به عِلْماً ، ولا تعرف إلا ما يُخبرك به ، إلا أن تكون هناك مقدمات تستنبط منها ، لأن ما ستره الحق في الكون كثير ، منه ما جعل الله له مقدمات ، فمَنْ ألمَّ بهذه المقدمات يصل إليها . ومع ذلك لا يقال له : عَلِم غيباً . إنما اكتشف غيباً بمقدمات أعطاها له الحق سبحانه وتعالى ، كما نعطي التلميذ تمريناً هندسياً ، ونذكر له المعطيات ، فيستدل بالمعطيات على المطلوب . والكون مليء بالأشياء والظواهر التي إنْ تأملناها وبحثْناها ولم نُعرِض عنها وجدنا فيها كثيراً من الأسرار ، فبالنظر في ظواهر الكون اكتشفوا عصر البخار ويسَّروا الحركة على الناس ، وبالنظر في ظواهر الكون اكتشف أرشميدس قانون الأجسام الطافية ، واكتشفوا البنسلين … إلخ . هذه كلها ظواهر موجودة في كون الله ، كانت تنتظر مَنْ يُنقِّب عنها ويكتشفها لذلك ينعى علينا الحق تبارك وتعالى : { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } [ يوسف : 105 ] . فلو التفتوا إليها الالتفات الحق لانتفعوا بها . لكن هناك أشياء استأثر الله تعالى بعلمها ، وقد يعطيها لمن أحبَّ من عباده ، ويُطلِعهم عليها ، أو تظل في علم الله لا يعرفها أحد . ثم يقول الحق سبحانه : { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ … } .