Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 126-126)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : نعاملك كما عاملتنا ، فننساك كما نسيت آياتنا . والآيات جمع آية ، وهي الأمر العجيب ، وتُطلق على الآيات الكونية التي تلفت إلى المكوِّن سبحانه ، وتُطلَق على المعجزات التي تؤيد الرسل ، وتثبت صِدْق بلاغهم عن الله ، وإنْ كانت الآيات الكونية تُلفِت إلى قدرة الخالق - عز وجل - وحكمته ، فالرسول هو الذي يدلُّ الناس على هذه القوة ، وعلى صاحب هذه الحكمة والقدرة التي يبحث عنها العقل . أيها المؤمنون هذه القوة هي الله ، والله يريد منك كذا وكذا ، فإنْ أطعتَه فَلَك من الأجر كذا وكذا ، وإنْ عصيتَه فعقابك كذا وكذا ، ثم يؤيد الرسول بالمعجزات التي تدلُّ على صِدْقه في البلاغ عن ربه . وتُطلَق الآيات على آيات الكتاب الحاملة للأحكام وللمنهج . وأنت كذَّبْتَ بكل هذه الآيات ولم تلتفت إليها ، فلما نسيت آيات الله كان جزاءَك النسيان جزاءً وفَاقاً . والنسيان هنا يعني الترك ، وإلا فالنسيان الذي يقابله الذكر مُعْفىً عنه ومعذور صاحبه . أما قوله : { وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ } [ طه : 126 ] أي تُنسَى في النعيم وفي الجنة ، لكنك لا تُنسى في العقاب والجزاء . ثم يقول الحق سبحانه : { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ … } .