Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 45-45)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الخوف : شعور في النفس يُحرِّك فيك المهابة من شيء ، ومِمَّ يخافان ؟ { أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ … } [ طه : 45 ] يفرط : أي : يتجاوز الحد … ومضادها : فرَّط يعني : قصّر في الأمر لذلك يقولون : الوسط فضيلة بين إفراط وتفريط . ومَنْ أفرط يقولون : فَرَس فارط عندما يسبق في المضمار . ويقولون : حاز قَصْب السبق ، وكانوا يضعون في نهاية المضمار قصبة يركزونها في الأرض ، والفارس الذي يلتقطها أولاً هو الفائز ، والفرس فارط يعني : سبق الحدِّ المعمول له ، لا مجرد أن يسبق غيره . لذلك عندما يُحدِّثنا القرآن عن الحدود ، يقول مرة : { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا … } [ البقرة : 229 ] أي : إياك أن تسبق الحد الذي وُضِع لك ومرة أخرى يقول : { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا … } [ البقرة : 187 ] ففي المحلّلات قال { فَلاَ تَعْتَدُوهَا … } [ البقرة : 229 ] قِفُوا على الحدِّ لا تسبقوه ، وفي المحرمات قال { فَلاَ تَقْرَبُوهَا … } [ البقرة : 187 ] لأنك لو اقتربتَ منها وقعتَ فيها . فالمعنى إذن { يَفْرُطَ عَلَيْنَآ … } [ طه : 45 ] يتجاوز الحدّ ، وربما عاجلنا بالقتل قبل أن نقول شيئاً فيسبق قتلُه لنا كلامنا له . وقوله تعالى : { أَوْ أَن يَطْغَىٰ } [ طه : 45 ] فلا يكتفي بقتلنا ، بل ويخوض في حَقِّ ربنا ، أو يقول كلاماً لا يليق ، كما سبق له أن ادَّعى الألوهية . ومن واجب الدعاة ألاَّ يَصِلوا مع المدعوين إلى درجة أن يخوضوا في حقِّ الله تبارك وتعالى لذلك فالحق سبحانه يُؤدِّب المؤمنين به بأدب الدعوة في مجابهة هؤلاء فيقول : { وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ … } [ الأنعام : 108 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ … } .