Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 75-75)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فكأنهم كانوا يشيرون بقولهم : { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً … } [ طه : 74 ] إلى فرعون ، والآن يشيرون إلى أنفسهم ، وما سلكوه من طريق الإيمان { وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ … } [ طه : 75 ] . فجمعوا بين الإيمان والعمل الصالح لأن الإيمان هو الينبوع الوجداني الذي تصدر عنه الحركات النزوعية على وَفْق المنهج الذي آمنت به ، وإلا فما فائدة أنْ تؤمنَ بشيء ، ولا تعمل له ، وكثيراً ما جمع القرآن بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات . وقوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ } [ طه : 75 ] الدرجات أي : درجات الجنة ، فالجنة درجات ، بعضها فوق بعض ، أما النار فدركات ، بعضها تحت بعض . وقد جعل الحق - تبارك وتعالى - الجنة درجات لأن أهلها متفاوتون في الأعمال ، كما أنهم متفاوتون حتى في العمل الواحد لأن مناط الإخلاص في العمل متفاوت . لذلك جاء في الأثر : " الناس على خطر إلا العالمون ، والعالمون على خطر إلا العاملون ، والعاملون على خطر إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر عظيم " . والعُلاَ : جمع عُليا . فما الدرجات العُلاَ ؟