Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 86-86)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
رَجَع : تُستعمل لازمة . مثل : رجع فلان إلى الحق . ومُتعدِّية مثل { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ … } [ التوبة : 83 ] والمعنى فيهما مختلف . هنا رجع موسى أي : حين سمع ما حدث لقومه من فتنة السامري { غَضْبَانَ أَسِفاً … } [ طه : 86 ] أي : شديد الحزن على ما حدث { قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً … } [ طه : 86 ] الوعْد الحسن أن الله يعطيهم التوراة ، وفيها أصول حركة الحياة ، وبها تَحسُن حياتنا في الدنيا ، ويحسُن ثوابنا في الآخرة . وقوله : { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ … } [ طه : 86 ] . يعني : أطال عهدي بكم ، وأصبح بعيداً لدرجة أنْ تنسَوْه ولم أَغبْ عنكم إلا مُدَّة يسيرة . قال الله عنها : { وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ … } [ الأعراف : 142 ] . ثم يقول : { أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } [ طه : 86 ] . وما دام أن عهدي بكم قريب لا يحدث فيه النسيان ، فلا بُدَّ أنكم تريدون العصيان ، وتبغُون غضب الله ، وإلاّ فالمسألة لا تستحق ، فبمجرد أنْ أغيبَ عنكم تنتكسون هذه النكسة ، وإن كان هذا حال القوم ورسولُهم ما زال بين أظهرهم ، فما بالهم بعد موته ؟ لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أذلك وأنا بين ظَهْرانيكم ؟ " . أي : ما هذا الذي يحدث منكم ، وأنا ما زلت موجوداً بينكم ؟ وقوله : { فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي } [ طه : 86 ] وفي آية أخرى قال : { بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيۤ … } [ الأعراف : 150 ] فكأنه كان له معهم وَعْد وكلام ، فقد أوصاهم قبل أن يُفارقهم أنْ يسلكوا طريق هارون ، وأن يطيعوا أوامره إلى أنْ يعود إليهم ، فهارون هو الذي سيخلفه من بعده في قومه ، وهو شريكه في الرسالة ، وله مهابة الرسول وطاعته واجبة . هذا هو الوَعْد الذي أخلفوه مع نبيهم موسى - عليه السلام - .