Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-101)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد أن ذكر سبحانه جزاء الكافرين في النار ذكر المقابل ، وذِكْر المقابل يوضح المعنى ، اقرأ قوله تعالى : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [ الانفطار : 13 - 14 ] . ويقول : { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً … } [ التوبة : 82 ] لذلك تظل المقارنة حيَّة في الذِّهْن . ومعنى : { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ … } [ الأنبياء : 101 ] الحُسْنى : مؤنث الأحسن ، تقول : هذا حَسَن ، وهذه حسنة ، فإنْ أردتَ المبالغة تقول : هذا أحسن ، وهذه حُسْنى . مثل : أكبر وكُبْرى . ومعنى : { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ … } [ الأنبياء : 101 ] أنهم من أهل الطاعة ، ومن أهل الجنة ، فهكذا حُكْم الله لهم ، وقد أخذ الله تعالى جزءاً من خَلْقه وقال : " هؤلاء للجنة ولا أبالي ، وهؤلاء للنار ولا أبالي " . ولا تقُلْ : ما ذنب هؤلاء ؟ لأنه سبحانه حكم بسابق عِلْمه بطاعة هؤلاء ، ومعصية هؤلاء . وقوله : { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [ الأنبياء : 101 ] أي : مبعدون عن النار . ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ … } .