Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 14-14)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما أحسَّ المكذِّبون بأْسَ الله وعذابه حاولوا الهرب ليُفوِّتوا العذاب ، فقال لهم : ارجعوا إلى ما كنتم فيه ، فلن يُنجيكم من عذاب الله شيء ، ولا يفوت عذاب الله فائت ، فلما وجدوا أنفسهم في هذا الموقف لم يجدوا شيئاً إلا الحسرة فتوجَّهوا إلى أنفسهم ليقرعوها ، ويحكموا عليها بأنها تستحق ما نزل بها . فقولهم : { يٰوَيْلَنَآ … } [ الأنبياء : 14 ] ينادون على العذاب ، كما تقول يا بؤسي أو يا شقائي وهل أحد ينادي على العذاب أو البُؤْس أو الشقاء ؟ الإنسان لا ينادي إلا على ما يُفرِح . فالمعنى : يا ويلتي تعالى ، فهذا أوانك ، فلن يشفيه من الماضي إلا أنْ يتحسَّر عليه ، ويندم على ما كان منه . فالآن يتحسَّرون ، الآن يعلمون أنهم يستحقون العذاب ويلومون أنفسهم . { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأنبياء : 14 ] ظالمين لأنفسنا بظلمنا لربنا في أننا كفرنا به ، كما قال في آية أُخْرى : { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ … } [ الزمر : 56 ] .