Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 15-15)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ … } [ الأنبياء : 15 ] أي : قولهم : { قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأنبياء : 14 ] فلم يقولوها مرة واحدة سرقة عواطف مثلاً ، إنما كانت ديدنهم ، وأخذوها تسبيحاً : يا ويلنا إنا كنا ظالمين ، يا ويلنا إنا كنا ظالمين ، فلا شيءَ يشفي صدورهم إلا هذه الكلمة يُردِّدونها . كما يجلس المجرم يُعزِّي نفسه نادماً يقول : أنا مُخطىء ، أنا أستحق السجن ، أنا كذا وكذا . وقوله تعالى : { حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ } [ الأنبياء : 15 ] الحصيد : أي المحصود وهو الزرْع بعد جمعه { خَامِدِينَ } [ الأنبياء : 15 ] الخمود من أوصاف النار بعد أنْ كانت مُتأجِّجة مشتعلة ملتهبة صارت خامدة ، ثم تصير تراباً وتذهب حرارتها . كأن الحق - سبحانه وتعالى - يشير إلى حرارتهم في عداء الرسول وجَدَلهم وعنادهم معه صلى الله عليه وسلم ، وقد خمدتْ هذه النار وصارتْ تراباً . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ … } .