Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 91-91)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولك أن تسأل : لماذا يأتي ذِكْر السيدة مريم ضمن مواكب النبوة ؟ نقول : لأن النبوة اصطفاء الله لنبي من دون خَلْق الله ، وكوْنه يصطفي مريم من دون نساء العالمين لتلد بدون ذكورة ، فهذا نوع من الاصطفاء ، وهو اصطفاء خاص بمريم وحدها من بين نساء العالمين لأن اصطفاء الأنبياء تكرَّر ، أمّا اصطفاء مريم لهذه المسألة فلم يتكرر في غيرها أبداً . وقوله تعالى : { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا … } [ الأنبياء : 91 ] يعني : عَفَّتْ وحفظتْ فَرْجها ، فلم تمكِّن منها أحداً . ومعنى : { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا … } [ الأنبياء : 91 ] يعني : مسألة خاصة به ، خارجة على قانون الطبيعة ، فليس في الأمر ذكورة أو انتقاء ، إنما النفخة التي نفخها الله في آدم ، فجاءت منها كل هذه الأرواح ، هي التي نفخها في مريم ، فجاءت منها روح واحدة . فالروح هي نفسها التي قال الله فيها : { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي … } [ الحجر : 29 ] . ثم يقول تعالى : { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 91 ] يعني : شيئاً عجيباً في الكون ، والعجيبة فيها أن تلدَ بدون ذكورة ، والعجيبة فيه أن يُولَد بلا أب ، فكلاهما آية لله ومعجزة . ثم يقول الحق سبحانه بعد سَرْد لقطات من موكب الأنبياء : { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً … } .