Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 62-62)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذٰلِكَ … } [ الحج : 62 ] أي الكلام السابق أمر معلوم انتهينا منه { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ … } [ الحج : 62 ] والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير أبداً ، فكُلُّ ما سِوى الله - عز وجل - يتغير ، وهو سبحانه الذي يُغيِّر ولا يتغير ولذلك أهل المعرفة يقولون : إن الله تعالى لا يتغير من أجلكم ، لكن يجب عليكم أنْ تتغيروا أنتم من أجل الله . وما دام أن ربك - عز وجل - هو الحق الثابت الذي لا يتغير ، وما عداه يتغير ، فلا تحزن ، ويا غضبان ارْضَ ، ويا مَنْ تبكي اضحك واطمئن لأنك ابن أغيار ، وفي دنيا أغيار لا تثبت على شيء لذلك فالإنسان يغضب إذا أُصيب بعقبة في حياته يقول : لو لم تكُنْ هذه ! ! نقول له : وهل تريدها كاملة ؟ لا بُدَّ أنْ يصيبك شيء لأنك ابن أغيار ، فماذا تنتظر إنْ وصلْتَ إلى القمة لا بُدَّ أنْ تتراجع لأنك ابن أغيار دائم التقلُّب في الأحوال ، وربك وحده هو الثابت الذي لا يتغير . ثم يقول سبحانه : { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ … } [ الحج : 62 ] كل مَا تدعيه أو تعبده من دون الله هو الباطل ، يعني الذي يَبْطُل ، كما جاء في قوله تعالى : { إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } [ الإسراء : 81 ] يعني : يزول ولا يثبت أبداً { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } [ الحج : 62 ] العلي يعني : كل خَلْقه دونه . وكبير يعني : كل خَلْقه صغير . ومن أسمائه تعالى { ٱلْكَبِيرُ } [ الحج : 62 ] ولا نقول أكبر إلا في الأذان ، وفي افتتاح الصلاة ، والبعض يظن أن أكبر أبلغ في الوصف من كبير ، لكن هذا غير صحيح لأن أكبر ما دونه كبير ، إنما كبير مقابله صغير ، فهو سبحانه الكبير لأن ما دونه وما عداه صغير . أما حين يناديك ويستدعيك لأداء فريضة الله يقول : الله أكبر لأن حركة الحياة وضروريات العيش عند الله أمر كبير وأمر هام لا يغفل ، لكن إنْ كانت حركة الحياة والسعي فيها أمر كبيراً فالله أكبر ، فربُّك يُخرجك للصلاة من عمل ، ويدعوك بعدها إلى العمل : { فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ … } [ الجمعة : 10 ] . ثم يقول الحق سبحانه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً … } .