Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 64-64)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فما في السماوات وما في الأرض مِلْك لله تعالى ، ومع ذلك لا ينتفع منها الحق سبحانه بشيء ، إنما خلقها لمنفعة خَلْقه ، وهو سبحانه غنيٌّ عنها وغنيٌّ عنهم ، وبصفات الكمال فيه سبحانه خلق ما في السماوات وما في الأرض لذلك قال بعدها : { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } [ الحج : 64 ] . وصفات الكمال في الله تعالى موجودة قبل أنْ يخلق الخَلْق ، وبصفات الكمال خلق ، وملكيته تعالى للسماوات وللأرض ، ولما فيهما ملكية للظرف وللمظروف ، ونحن لا نملك السماوات ، ولا نملك الأرض ، إنما نملك ما فيهما من خيرات ومنافع مما ملّكنا الله له ، فهو الغني سبحانه ، المالك لكل شيء ، وما ملَّكنا إلا من باطن مُلْكه . والحميد : يعني المحمود ، فهو غني محمود لأن غِنَاه لا يعود عليه سبحانه ، إنما يعود على خَلْقه ، فيحمدونه لِغنَاه ، لا يحقدون عليه ، ومن العجيب أن الحق سبحانه يُملِّك خَلْقَه من مُلْكه ، فمَن استخدم النعمة فيما جُعلتْ له ، ومَنْ أعطى غير القادر من نعمة الله عليه يشكر الله له ، وهي في الأصل نعمته . ذلك لأنك أنت عبده ، وقد استدعاك للوجود ، وعليه سبحانه أنْ يتولاّك ويرعاك . فإن احتاج غير القادر منك شيئاً ، قال تعالى : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً … } [ البقرة : 245 ] . فاعتبره قرضاً ، وهو ماله ، لكنه ملّكك إياه لذلك لا يسلبه منك إنما يأخذه قرضاً حسناً ويضاعفه لك لأنه غنيٌّ حميد أي : محمود ، ولا يكون الغنى محموداً إلا إذا كان غير الغني مستفيداً من غِنَاه . ثم يقول الحق سبحانه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ … } .