Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 16-16)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولم يقُلْ : لتبعثون كما قال { لَمَيِّتُونَ } [ المؤمنون : 15 ] فكيف يؤكد ما فيه تصديق وتسليم ، ولا يؤكد ما فيه إنكار ؟ قالوا : نعم لأن المتكلم هو الله تعالى ، الذي يرى غفلتكم عن الموت رغم وضوحه ، فلما غفلتم عنه كنتم كالمكذِّبين به المنكرين له ، لذلك أكد عليه ، لذلك يقال : " ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت " فالكل يعلم الموت ويعاينه ، لكن يبعده عن نفسه ، ولا يتصوّره في حقه . أما البعث والقيامة فأدلتها واضحة لا يصح لأحد أنْ ينكرها لذلك جاءت دون توكيد : { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } [ المؤمنون : 16 ] فأدلة البعث أوضح من أن يقف العقل فيها أو ينكرها لذلك سأطلقها إطلاقاً دون مبالغة في التوكيد ، أمّا مَنْ يتشكك فيه أو ينكره ، فهذا نؤكد له الكلام ، فانظر إلى بصر الحق - سبحانه وتعالى - بعقليات خَلْقه وبنفوسهم ومَلَكَاتهم . ثم يقول الحق سبحانه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ … } .