Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 3-3)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللغو : الكلام الذي لا فائدة منه ، ويُطلق أيضاً على كل فعل لا جدوى منه ، وفي موضع آخر يقول تعالى : { وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } [ الفرقان : 72 ] لا يشغلون به ولا يأبهون له ، وحكى القرآن عن الكفار عند سماعهم القرآن قولهم : { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ … } [ فصلت : 26 ] . لذلك جعل الحق - تبارك وتعالى - من نعيم الجنة : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 25 - 26 ] كأن من المعايب في الدنيا ومن مصائبها أن نسمع فيها لغواً كثيراً لا فائدة منه ، وفي آية أخرى يقول عن خمر الآخرة التي لا تُذهب العقل ، ولا تجعل صاحبها يهذي بلغو الكلام : { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } [ الطور : 23 ] . و { مُّعْرِضُونَ } [ المؤمنون : 3 ] الإعراض في الأصل تجنّب الشيء ، وهو صورة لحركة إباء النفس لشيء ما . وأهل المعرفة يضعون للغو مقياساً ، فيقولون : كل عمل لا تنال عليه ثواباً من الله فهو لغو . لذلك احرص دائماً أن تكون حركتك كلها لله حتى تُثَابَ عليها ، كصاحبنا الذي دخل عليه رجل وقصده في قضاء أمر من الأمور وهو لا يملك هذا الأمر ، لكن أراد أنْ يستغل فرصة الخير هذه ، وأن يكون له ثواب حتى في حركة الامتناع عنه ، فرفع يده : اللهم إنه عبد قصد عبداً وأنا آخذ بيده وأقصد رباً ، فاجعل تصويب خطئه في قصدي تصويباً لقصدك . يعني : أنا وإنْ كنتُ لا أقدر على قضائها إلا أنني أدخل بها على الله من هذه الناحية .