Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 57-57)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الخشية : هي أشد الخوف ، والإنسان قد يخاف من شيء ، لكن يبقى عنده أمل في النجاة ، ويتوقّع من الأسباب ما ينقذه ويُؤمِّن خوفه ، لكن حين تخاف من الله فهو خوف لا منفذَ للأمل فيه ، ولا تهبُّ فيه هَبّة تُشعرك بلطف . ومعنى { مُّشْفِقُونَ } [ المؤمنون : 57 ] الإشفاق أيضاً الخوف ، وهو خوف يُمدَح ولا يُذم لأنه خوف يحمل صاحبه ويحثّه على تجنُّب أسباب الخشية بالعمل الصالح ، إنه إشفاق من الذنب الذي يستوجب العقوبة ، كالتلميذ الذي يذاكر ويجتهد خوفاً من الرسوب ، وهكذا حال المؤمن يخاف هذا الخوف المثمر الممدوح الذي يجعله يأخذ بأسباب النجاة ، وهذا دليل الإيمان . أمّا الإشفاق بعد فوات الأوان ، والذي حكاه القرآن عن المجرمين : { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا … } [ الكهف : 49 ] فهذا إشفاق لا فائدة منه لأنه جاء بعد ضياع الفرصة وانتهاء وقت العمل ، فقد قامت القيامة ونُشِرت الكتب ولا أملَ في النجاة إذن . ثم يقول الحق سبحانه : { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ … } .