Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 87-87)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فما دام الأمر كذلك وما دُمْتم تعترفون بأن لله مُلْكَ السماوات والأرض ، وله العرش العظيم ، فلماذا لا تتقون هذا الإله ؟ لماذا تتمردون على منهجه ؟ إن هذا الكون كله بما فيه خُلِق لخدمتك ، أفلا يلفتك هذا إلى الصانع المنعم . لذلك يقول تعالى في الحديث القدسي : " يا ابْن آدم ، خلقت الأشياء كلها من أجلك ، وخلقتُك من أجلي ، فلا تنشغل بما هو لك عما أنت له " يعني : لا تُلْهِك النعمة عن المنعم . وعلى العبد أن ينظر أولاً إلى خالقه ومالكه ، فيؤدي حقه ، ثم ينظر إلى ما يملك هو . ومعنى : { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [ المؤمنون : 87 ] الاتقاء : أن تجعل بينك وبين صفات الجلال من الله وقاية ، وسبق أن قُلْنا : من عجيب آيات القرآن أن تقول مرة اتقوا الله ومرة اتقوا النار ، والمعنى لا تعارضَ فيه كما يظنه البعض ، بل المعنى واحد لأن النار جُنْد من جنود الله ومن صفات جلاله ، فالمراد : اتقوا عذاب الله ، واتقوا صفات القهر والجبروت بأن تجعل بينك وبينها وقاية . ثم يقول الحق تبارك وتعالى : { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ … } .