Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 28-28)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإذا استأذنتَ على بيت ليس فيه أحد ، فلا تدخل لأنك جئتَ للمكين لا للمكان ، إلا إذا كنتَ تريد الدخول لتتلصص على الناس وتتجسَّس عليهم . وقوله تعالى : { حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ … } [ النور : 28 ] كيف والدار ليس فيها أحد ؟ ربما كان صاحب الدار خارجها ، فلما رآك تستأذن نادى عليك من بعيد : تفضل . فلا بُدَّ أنْ يأذن لك صاحب الدار أو مَنْ ينوب عنه في الإذن لأنه لا يأذن إلا وقد أمِن خُلو الطريق مما يؤذيك ، أو مما يؤذي أهل البيت . ثم يقول سبحانه : { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ … } [ النور : 28 ] . لأنك إنْ تمسكت بالدخول بعد أنْ قال لك : ارجع فقد أثرت الريبة في نفسه ، فعليك أن تمتثل وتحترم رغبة صاحب الشأن ، فهذا هو الأزكى والأفضل ، أَلاَ ترى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك " . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [ النور : 28 ] أي : عالم سبحانه بدخائل النفوس ووساوس الصدور ، فإنْ قال لك صاحب الدار ارجع فوقفتَ أمام الباب ولم تنصرف ، فإنك تثير حولك الظنون والأوهام ، وربك - عز وجل - يريد أنْ يحميك من الظنون ودخائل النفوس . ثم يقول الحق سبحانه : { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ … } .