Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 40-40)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا مَثَل آخر توضيحي لأعمال الذين كفروا ، والبحر اللجي : الواسع الكبير الذي تتلاطم فيه الأمواج ، بعضها فوق بعض ، وفوق هذا كله سحاب إذن : فالظلام مُطبق لأنه طبقات متتالية ، وفي أعماق بعيدة ، وقد بلغتْ هذه الظلمة حداً لا يرى الإنسان معها حتى يده التي هي جزء منه ، فما بالك بالأشياء الأخرى ؟ وقوله : { لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا … } [ النور : 40 ] أي : لم يقرب من أنْ يراها ، وإذا نفى القُرْب من أن يرى فقد نفى الرؤية من باب أَوْلَى ذلك لأنه ليس له نور من الله يرى به ويهتدي { وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ } [ النور : 40 ] فكما أنه لم ينتفع بالنور ، ولم يَرَ حتى يده ، كذلك لا ينتفع بشيء من عمله . ثم يقول الحق سبحانه : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } .