Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 55-55)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في أول الحديث عن سورة النور قلنا : إنها سُمِّيَتْ بالنور لأنها تبين للناس النور الحسيّ في الكون ، وتقيس عليه النور المعنوي في القيم ، وما دُمْنا نطفىء أنوارنا الحسية حين يظهر نور الله في الشمس ، يجب كذلك أن نطفىء أنوارنا المعنوية حين يأتينا شرع من الله . فليس لأحد رَأْيٌ مع شرع الله ذلك لأن الخالق - عز وجل - يريد لخليفته في الأرض أن يكون في نور حِسِّيٍّ ومعنوي ، ثم ضمن له مقومات بقاء حياته بالطعام والشراب شريطةَ أنْ يكون من حلال حتى تبنى خلاياه وتتكون من الحلال فيَسلم له جهاز الاستقبال عن الله وجهاز الإرسال إنْ أراد الدعاء . وفي الحديث الشريف : " أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وقال : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ … } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذِّي بالحرام فأنَّى يُستجاب لذلك ؟ " . فهذه أجهزة مُعطَّلة خَرِبة أشبه ما تكون بالراديو الذي لا يحسن استقبال ما تذيعه محطات الإذاعة ، فالإرسال قائم يستقبله غيره ، أما هو فجهاز استقباله غير سليم . فإذا ضمنتَ سلامة تكوينك بلقمة الحلال ضمن الله لك إجابة الدعاء ، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " أطِبْ مَطْعمك تكُنْ مُسْتجاب الدعوة " . ثم ضمن الله للإنسان مُقوِّمات بقاء نوعه بالزواج لاستمرار الذرية لتستمر الخلافة في الأرض طاهرة نظيفة ، ثم تحدثتْ السورة مُحذِّرة إياكم أنْ تجترئوا على أعراض الناس ، أو ترْمُوا المحصنات ، أو تدخلوا البيوت دون استئذان ، حتى لاتطّلعوا على عورات الناس … إلخ . فالحق - سبحانه وتعالى - يريد سلامة المجتمع وسلامة الخلافة في الأرض ، وكل هذه الأحكام والمعاني تصبُّ في هذه الآية : { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ … } [ النور : 55 ] . فمَنْ فعل ذلك كان أَهْلاً للخلافة عن الله ، إنها معركة ابتلاءات وتمحيص تُبيِّن الغَثَّ من السَّمين ، أَلاَ ترى المسلمين الأوائل كيف كانوا يُعذَّبون ويُضطهدون ، ولا يجرؤ أحد على حمايتهم حتى اضطروا للهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة ، وقد قال تعالى : { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } [ العنكبوت : 2 ] . وهؤلاء الصحابة هم الذي حملوا للدنيا مشاعلَ الهداية ، وساحوا بدعوة الله في أنحاء الأرض ، فلا بُدَّ أن يُربوا هذه التربية القاسية ، وأن يُمتحنوا كل هذا الامتحان ، وهم يعلمون جيداً ثمن هذه التضحية وينتظرون ثوابها من الله ، فأهل الحق يدفعون الثمن أولاً ، أما أهل المبادىء الباطلة فيقبضون الثمن أولاً قبل أنْ يتحركوا في اتجاه مبادئهم . وهذا الابتلاء الذي عاشه المسلمون الأوائل هو من تنقية الخليفة ليكون أَهْلاً لها . لذلك قال سبحانه : { وَعَدَ ٱللَّهُ … } [ النور : 55 ] والوَعْد : بشارة بخير لم يَأْتِ زمنُه بعد ، حتى يستعد الناس بالوسيلة له ، وضِدّه الوعيد أو الإنذار بشرٍّ لم يأتِ زمنه بعد ، لتكون هناك فرصة للاحتياط وتلافي الوقوع في أسبابه . وما دام الوعد من الله تعالى فهو صِدْق ، كما قال سبحانه : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } [ النساء : 122 ] وقال سبحانه : { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ } [ التوبة : 111 ] . والذي يفسد على الناس وعودهم ، ويجرُّ عليهم عدم الوفاء أن الإنسان مُتغيِّر بطَبْعه مُتقلِّب ، فقد يَعِد إنساناً بخير ثم يتغير قلبه عليه فلا يفي له بما وعد ، وقد يأتي زمن الوفاء فلا يقدر عليه ، أمّا الحق - تبارك وتعالى - فلا يتغير أبداً ، وهو سبحانه قادر على الوفاء بما وعد به ، فليست هناك قوة أخرى تمنعه ، فهو سبحانه واحد لا إله غيره لذلك فوَعْده تعالى ناجز . { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ … } [ النور : 55 ] قلنا : إن الإيمان الذي يقوم على صفاء الينبوع والعقيدة ليس مطلوباً لذاته ، إنما لا بُدَّ أن تكون له ثمرة ، وأن يُرى أثره طاعة وتنفيذاً لأوامر الله ، فطالما آمنتَ بالله فنفِّذ ما يأمرك به ، وهناك من الناس مَنْ يفعل الخير ، لكن ليس من منطلق إيماني مثل المنافقين الذين قال الله فيهم : { قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا … } [ الحجرات : 14 ] فَردَّ الله عليهم : { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا … } [ الحجرات : 14 ] يعني : خضعنا للأوامر ، لكن عن غير إيمان ، إذن : فقيمة الإيمان أن تُنفِّذ مطلوبه . ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : { وَٱلْعَصْرِ * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } [ العصر : 1 - 3 ] . فبماذا وعد الله الذين آمنوا ؟ { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ … } [ النور : 55 ] وهذه ليست جديدة ، فقد سبقهم أسلافهم الأوائل { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ … } [ النور : 55 ] ، فاستخلاف الذين آمنوا ليس بدْعاً ، إنما هو أمر مُشاهد في مواكب الرسل والنبوة ومُشَاهد في المسلمين الأوائل من الصحابة الذين أُوذُوا وعُذِّبوا واضطهدوا وأُخْرِجوا من ديارهم وأولادهم وأموالهم ولم يُؤمَروا بردِّ العدوان . حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة في جَمْع من صحابته استقبله الأنصار بالحفاوة ، واحتضنوا هؤلاء المهاجرين ، وفعلوا معهم نموذجاًَ من الإيثار ليس له مثيل في تاريخ البشرية ، وهل هناك إيثار أعظم من أنْ يعرض الأنصاري زوجاته على المهاجر يقول : اختر إحداهما أُطلِّقها لك ، إلى هذه الدرجة فعل الإيمان بنفوس الأنصار . ولما رأى كفار قريش ما صنعه الأنصار مع المهاجرين توقَّدوا ناراً : كيف يعيش المهاجرون في المدينة هذه العيشة الهنية وتكتلوا جميعاً ضد هذا الدين ليضربوه عن قَوْس واحدة ، وتآمروا على القدوة ليقضوا على هذا الدين الوليد الذي يشكل أعظم الخطر عليهم . حتى إن الأمر قد بلغ بالمهاجرين والأنصار أنهم لا يبيتون إلا بالسلاح ، ولا يصبحون إلا بالسلاح مخافةَ إنْ ينقضَّ عليهم أعداؤهم ، حتى إن أحد الصحابة يقول لإخوانه : أتروْنَ أنَّا نعيش حتى نأمن ونطمئن و لانبيت في السلاح ونصبح فيه ، ولا نخشى إلا الله ؟ يعني : أهناك أمل في هذه الغاية ؟ وآخر يذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يا رسول الله أبد الدهر نحن خائفون . ؟ ألاَ يأتينا يوم نضع فيه السلاح ونبيت آمنين ؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم بلسان الواثق من وعد ربه ، وليس كلاماً قد يُكذَّب فيما بعد : " لا تصبرون إلا يسيراً ، حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم مُحْتبياً ليست فيه حديدة " يعني : في الملأ الواسع ، والاحتباء جلسة المستريح الهانىء ، والحديدة كناية عن السلاح . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ مُلْك أمتي ما زُوِيَ لي منها " . ومعنى " إن الله زوى لي الأرض " معلوم أن للإنسان مجالَ رؤية يلتقي فيه إلى نهاية الأفق ، أمّا الأرض ذاتها فواسعة ، فُزِويَتْ الأرض لرسول الله يعني : جُمعت في زاوية ، فصار ينظر إليها كلها . إذن : فهم في هذه المرحلة يشتهون الأمن وهدوء البال ، وقد قال تعالى عنهم في هذه الفترة : { وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ … } [ البقرة : 214 ] . وفي غمرة هذه الشدة وقمة هذا الضيق يُنزل تعالى على رسوله : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] حتى إن الصحابة ليتعجبون ، يقول عمر رضي الله عنه : أيُّ جمع هذا ؟ وقد نزلت الآية وهم في مكة في أشد الخوف لا يستطيعون حماية أنفسهم . لكن بعد بدر وبعد أنْ رأى ما نزل بالكفار قال : صدق الله { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] . ثم ينزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بعض الآيات التي تُطمئن المؤمنين وتصبرهم : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ … } [ الرعد : 41 ] . فاطمئنوا ، فكل يوم ننقص من أرض الكفر ، ونزيد في أرض الإيمان ، فالمقدِّمات في صالحكم ، ثم يأتي فتح مكة ويدخلها النبي صلى الله عليه وسلم في موكب مهيب مُطْأطِئاً رأسه ، تواضعاً لمن أدخله ، مُظهِراً ذِلة العبودية لله . حتى إن أبا سفيان لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموكب يقول للعباس : لقد أصبح مُلْك ابن أخيك عظيماً ، فيقول العباس : إنها النبوة يا أبا سفيان ، يعني : المسألة ليست مُلْكاً إنما هو بشائر النصر لدين الله وظهوره على معقل الأصنام والأوثان في مكة . ثم يذهب إلى خيبر معقل أهل الكتاب من بني قَيْنُقَاع وبني النضير وبني قريظة وينتصر عليهم ، ثم تسقط في يده البحرين ومجوس هَجَر ، ويدفعون الجزية . بعد ذلك يرسل صلى الله عليه وسلم كُتبه إلى الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام ، فيرسل إلى النجاشي مَلِك الحبشة ، وإلى المقوقِس ، وإلى هرقل ، وإلى كسرى ، وتأتيه الهدايا من كُلِّ هؤلاء . ويستمر المدُّ الإسلامي والوفاء بوعد الله تعالى لخليفة رسول الله ، فإنْ كان المد الإسلامي قد شمل الجزيرة العربية على عهد رسول الله ، فإنه تعدّاها إلى شتى أنحاء العالم في عهد الخلفاء الراشدين ، حتى ساد الإسلامُ العالمَ كله ، وأظهره الله على أكبر حضارتين في ذلك الوقت : حضارة فارس في الشرق ، وحضارة الروم في الغرب في وقت واحد ، ويتحقق وعد الله للذين آمنوا بأنْ يستخلفهم في الأرض . وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتحقق النبوءات التي أخبر بها ، ومنها ما كان من أمر سراقة بن مالك الذي خرج خلف رسول الله في رحلة الهجرة يريد طلبه والفوز بجائزة قريش ، وبعد أن تاب سُرَاقة وعاد إلى الجادة كان الصحابة يعجبون لدقة ساعديْه ويصفونهما بما يدعو إلى الضحك " فكان صلى الله عليه وسلم يقول عن ساعدي سراقة : كيف بهما في سواري كسرى ؟ " ويفتح المسلمون بعد ذلك مُلْك كسرى ، ويكون سِوَارا كسرى من نصيب سُرَاقة ، فيلبسهما ، ويراهما الناس في يديه . هذه كلها بشائر ومقدمات لوعد الله يراها المؤمنون في أنفسهم ، لا فيمن يأتي بعد { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ … } [ النور : 55 ] يعني المسألة لن تطول . كذلك " أم حرام بنت ملحان التي خرجت في غزوة ذات الصواري وركبت البحر ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينام هناك ثم يصحو وهو يضحك ، فقالت له : ما يُضحكك يا رسول الله ؟ قال : " أناس من أمتي يركبون زَبَد هذا البحر ، ملوك على الأَسِرَّة أو كالملوك على الأَسِرّة " فقال : ادْعُ الله أن أكون منهم ، فدعا لها فاستجاب الله دعاءه ، وخرجتْ في الغزوة ، ولما ركبوا البحر الأبيض أرادت أن تخرج فماتت " . إذن : فالبشارة في هذه الآية ليست بشارة لفظية ، إنما هي بشارة واقعية لها واقع يؤيدها ، قد حدث فعلاً . لكن ، ما المراد بالأرض في { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ … } [ النور : 55 ] ؟ إذا جاءت الأرض هكذا مُفْردةً غير مضافة لشيء فتعني كل الأرض ، كما في قوله تعالى : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ … } [ الإسراء : 104 ] يعني : تقطّعوا في كل أنحائها ، { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ … } [ الإسراء : 104 ] الذي وعد الله به { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [ الإسراء : 104 ] يعني : جمعناكم من الأراضي كلها ، وهذا هو الأمل القوي الذي نعيش عليه ، وننتظر من الله أنْ يتحقق . ثم يقول تعالى : { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ . . } [ النور : 55 ] ففوق الاستخلاف في الأرض يُمكِّن الله لهم الدين ، ومعنى تمكين الدين : سيطرته على حركة الحياة ، فلا يصدر من أمور الحياة أمر إلا في ضوئه وعلى هَدْيه ، لا يكون ديناً مُعطّلاً كما نُعطِّله نحن اليوم ، تمكين الدين يعني توظيفه وقيامه بدوره في حركة الحياة تنظيماً وصيانة . وقوله سبحانه : { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً … } [ النور : 55 ] وهم الذين قالوا : نبيت في السلاح ، ونصبح في السلاح ، فيبدلهم الله بعد هذا الخوف أَمْناً ، فإذا ما حدث ذلك فعليهم أنْ يحافظوا على الخلافة هذه ، وأنْ يقوموا بحقها { يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [ النور : 55 ] . ومعنى { كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ … } [ النور : 55 ] يعني : بعد أن استخلفه الله ، ومكّن له الدين وأمَّنه وأزال عنه أسباب الخوف . وفَرْق بين تمكين الإسلام وتمكين مَنْ يُنسب إلى الإسلام ، فالبعض يدَّعي الإسلام ، ويركب موجته حتى يحكم ويستتب له الأمر وتنتهي المسألة ، لا … لأن التمكين ليس لك أيها الحاكم ، إنما التمكين لدين الله .