Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 57-57)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعود السياق للحديث عن الكافرين : { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ … } [ النور : 57 ] يعني : لا تظنن ، والشيء المعجز هو الذي يثبت العجز للمقابل ، نقول : عملنا شيئاً مُعْجزاً لفلان يعني : لا يستطيع الإتيان بمثله . فإياك أنْ تظن أن الكافرين مهما عَلَتْ مراتبهم ومهما استشرى طغيانهم يُفْلِتون من عقاب الله ، فلن يثبتوا له سبحانه العجز عنهم أبداً ، ولن يُعجِزوه ، إنما يُملي لهم سبحانه ويمهلهم حتى إذا أخذهم ، أخذهم أَخْذ عزيز مقتدر ، وهو سبحانه مُدرِكهم لا محالةَ . وجاء على لسان الجن : { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } [ الجن : 12 ] . ونلحظ في قوله تعالى : { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ … } [ النور : 57 ] أنها عطفتْ هذه الجملة على سابقتها ، وهي منفية { لاَ تَحْسَبَنَّ … } [ النور : 57 ] فهل يعني هذا أن معناها : ولا تحسبن مأواهم النار ؟ قالوا : لا ، إنما المعنى : ولا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض لأن مأواهم النار . { وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [ النور : 57 ] أي : المرجع والمآب . ثم ينتقل السياق إلى سلوك يمسُّ المجتمع من داخله والأسرة في أدقِّ خصوصياتها ، بعد أنْ ذكر في أول السورة الأحكام الخاصة بالمجتمع الخارجي ، فيقول سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ … } .