Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يتحدث الحق - تبارك وتعالى - عن هؤلاء الذين اقترحوا على رسول الله الآيات وطلبوا أن تنزل معه الملائكة فيرونها ، وتشهد لهم بصدقه صلى الله عليه وسلم ، فيقول لهم سبحانه : أنتم تشتهون أنْ تروْا الملائكة ، فسوف تروْنها لكن في موقف آخر ، ليس موقف البُشْريات والخيرات ، إنما في موقف الخزي والندامة والعذاب : { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ … } [ الفرقان : 22 ] فسوف ترونهم رؤيا الفزع والخوف عندما يأتون لقبْض أرواحكم ، أو ستروْنَهم يوم القيامة يوم يُبشِّرونكم بالعذاب . يوم يستقبلون المؤمنين : { بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ … } [ الحديد : 12 ] فيستشرف الكفار لسماع هذه الكلمة لكن هيهات { لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ … } [ الفرقان : 22 ] فيمنعون عنهم هذه الكلمة المحبّبة التي ينتظرونها ، ويقابلونهم بكلمة أخرى تناسبهم . يقولون لهم : { حِجْراً مَّحْجُوراً } [ الفرقان : 22 ] والحِجْر : المنع ، ومنه : نحجر على فلان يعني : نمنعه من التصرُّف . وقديماً كانوا يقولون في دفع الشر : حِجْراً محجوراً يعني : منعاً ، ومثل ذلك ما نسمعهم يقولون إذا ذُكِرَ الجن : حابس حابس يعني : ابتعد عني لا تقربني . ثم يقول الحق سبحانه : { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ … } .