Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 60-60)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نلحظ أن الحق - تبارك وتعالى - حينما ذكر الصفة الملزمة لأنْ تخضع له سبحانه لم يَقُلْ مثلاً : اسجدوا لله ، إنما { ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ … } [ الفرقان : 60 ] وأتى بالصفة التي تُعدِّي رحمانيته إليك ، فكان من الواجب أنْ تطيع ، وأن تخضع له . كما قُلْنا سابقاً : اجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه ، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن مُلْكه . { قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ … } [ الفرقان : 60 ] كأنهم لا يعرفون هذه الكلمة ، إنهم لا يعرفون إلا رحمٰن اليمامة . وقولهم : { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا … } [ الفرقان : 60 ] دليل على أن الامتناع عن السجود ليس للذات المسجود لها ، بل لمن أمر بالسجود ، كما سبق وأنْ قالوا : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] فكأنهم إنْ أمرهم الله بالسجود لسجدوا ، لكن كيف يأتي الأمر من الرسول خاصة ؟ وما مَيْزته عليهم حتى يأمرهم لذلك قال بعدها : { وَزَادَهُمْ نُفُوراً } [ الفرقان : 60 ] والنفور : الانفكاك عن الشيء بكُرْه . ثم يقول الحق سبحانه : { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ … } .