Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-10)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الحق - تبارك وتعالى - يقصُّ على رسوله قصص الأنبياء ، وهو أحسن القصص لحكمة : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ … } [ هود : 120 ] . لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بمعارك كثيرة مع الكفر ، فكان يحتاج إلى تثبيت مستمر كلما تعرض لشدة لذلك تكرر القصص القرآني لرسول الله على مدى عمر الدعوة ، والقصص القرآني لا يراد به التأريخ لحياة الرسل السابقين ، إنما إعطاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم عِبرةً وعظة بمَنْ سبقه من إخوانه الرسل لذلك كانت القصة تأتي في عدة مواضع ، وفي كل موضع لقطة معينة تناسب الحدث الذي نزلت فيه . وهنا يقول سبحانه : { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ … } [ الشعراء : 10 ] يعني : اذكر يا محمد ، إذ نادى ربك موسى أي : دعاه . لكن لماذا بدأ بقصة موسى عليه السلام بالذات ؟ قالوا : لأن كفار مكة كفروا بك أنت ، فلا تحزن لأن غيرهم كان أفظع منهم ، حيث ادعى الألوهية ، وقال : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي … } [ القصص : 38 ] . والسياق هنا لم يذكر : أين ناداه ربه ، ولا متى ناداه ، وبدأ الحوار معه مباشرة ، لكن في مواضع أخرى جاء تفصيل هذا كله . ثم يأتي الأمر المباشر من الله تعالى لنبيه موسى : { أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الشعراء : 10 ] أي : الذين ظلموا أنفسهم ، بأنْ جعلوا لله تعالى شريكاً ، والشرك قِمَّة الظلم { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . ولم يُبيِّن القرآن مَنْ هم هؤلاء الظالمون لأنهم معروفون مشهورون ، فهم في مجال الشرك أغنياء عن التعريف ، بحيث إذا قلنا { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [ الشعراء : 10 ] انصرف الذِّهْن إليهم ، إلى فرعون وقومه لأنه الوحيد الذي تجرّأ على ادعاء الألوهية ، وبعد أنْ ذكرهم بالوصف يُعيِّنهم : { قَوْمَ فِرْعَوْنَ … } .