Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 49-49)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إذن : فهو لا يشك في أن ما رآه السحرة موجب للإيمان ، ولا يُشَكّك في ذلك ، لكن المسألة كلها { قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ … } [ الشعراء : 49 ] فما يزال حريصاً على ألوهيته وجبروته ، حتى بعد أن كُشِف أمره وظهر كذبه ، وآمن الملأ بالإله الحق . ثم أراد أنْ يبرر موقفه بين دهماء العامة حتى لا يقول أحد : إنه هزم وضاعت هيبته ، فقال : { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ … } [ الشعراء : 49 ] في حين أن القوم يعلمون أن موسى عليه السلام لم يجلس طيلة عمره إلى ساحر ، لكن فرعون يأخذها ذريعة ، لينقذ ما يمكن إنقاذه من مركزه الذي تهدّم ، وألوهيته التي ضاعت . ثم يُهدِّدهم بأسلوب ينمّ عن اضطرابه ، وأنه فقد توازنه ، واختلّ حتى في تعبيره ، حيث يقول { فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ … } [ الشعراء : 49 ] وسوف تدل على المستقبل مع أنه لم يُؤخّر تهديده لهم بدليل أنه قال بعدها : { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } [ الشعراء : 49 ] { مِّنْ خِلاَفٍ … } [ الشعراء : 49 ] يعني : اليد اليمنى مع الرِّجْل اليُسْرى ، أو اليد اليسرى مع الرِّجْل اليمنى . وقوله : { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ … } [ الشعراء : 49 ] أوضحه في آية أخرى : { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ … } [ طه : 71 ] . فما كان جواب المؤمنين برب العالمين ؟ { قَالُواْ لاَ ضَيْرَ … } .