Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 81-81)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فلم يقُل ؟ هنا : يميتني أو هو يُحييني لأن الحياة والموت بيده تعالى لا يدَّعيها أحد ، فإنْ قُلْتَ : وماذا عن قتْل الإنسان لغيره أَلاَ يُعَدُّ موتاً ؟ وقد سبق أنْ أوضحنا الفرق بين الموت والقتل ، بدليل قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ … } [ آل عمران : 144 ] . فالموت أن تخرج الروح ، والجسم سليم الأجزاء كامل الأعضاء ، وبعد خروج الروح تُنقض البنية ، أما القتل فيكون بنقْض البنية نَقْضاً يترتب عليه خروج الروح . إذن : الموت لم يدَّعه أحدٌ لنفسه ، ولما ادعاه النمرود جادله إبراهيم - عليه السلام - في ذلك ، وكشف زيف هذا الادعاء ، كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ … } [ البقرة : 258 ] . ولم يفعل إلا أنْ جاء برجل فأمر بقتله ، ثم عفا عنه لذلك رأى إبراهيم عليه السلام أنْ يقطع عليه هذا الطريق ، فقال : { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ … } [ البقرة : 258 ] . وهكذا أنهى هذه السفسطة ، وكشف حقيقة هذا المكابر المعاند . وتأمل حرف العطف { يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [ الشعراء : 81 ] وثم تفيد العطف مع التراخي ، ولم يقل : ويحيين لأن الواو تفيد مُطلَق العطف ، وبين الموت والإحياء الآخر مسافة طويلة ، ألا ترى قوله تعالى : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } [ عبس : 21 - 22 ] .