Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 36-36)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ … } [ القصص : 36 ] أي : بمعجزاتنا واضحات باهرات ، فلما بُهِتوا أمام آيات الله ، وحاروا كيف يخرجون من هذا المأزق ، فقد جاءهم موسى ليهدم عرش الألوهية الباطلة عند فرعون ، ولم يملكوا إلا أنْ قالوا { مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } [ القصص : 36 ] . لذلك يُعلِّم الحق - تبارك وتعالى - موسى عليه السلام مُحَاجَّة هؤلاء ، فكأنه قال له : أنت مُقبل على أُنَاس متمسكين بالباطل ، حريصين عليه ، منتفعين من ورائه ، ولا بُدَّ أنْ يغضبوا إنْ قضيتَ على باطلهم ، وصرفتهم عنه إلى الحق ، فقد أَلِفُوا الباطل ، فإنْ أخرجتَهم مما أَلِفوا إلى ما لا يألفون فلا بُدَّ لك من اللين وألاَّ تُهيِّجهم حين تجمع عليهم قسوة تَرْك ما ألِفوه مع قسوة الدعوة إلى ما لم يألفوه . ويكفي أنك ستسلبهم سلطان الألوهية الذي عاشوا في ظله ، فإنْ زِدْتَ في القسوة عليهم ولّدْتَ عندهم لدداً وعناداً في الخصومة . لذلك قال تعالى : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً … } [ طه : 44 ] يعني : اعذروه فيما يلاقي حين تُسلَب منه ألوهيته ، ويصير واحداً من الرعية . وإنْ قابلوك هم بالقسوة حين قالوا : { مَا هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } [ القصص : 36 ] فقابلهم أنت باللين .