Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 38-38)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خشي فرعون من كلام موسى على قومه ، وتصوَّر أنه سيحدث لهم كما نقول غسيل مخ فأراد أن يُذكِّرهم بألوهيته ، وأنه لم يتأثر بما سمع من موسى { يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي … } [ القصص : 38 ] يعني : إياكم أنْ تصدّقوا كلام موسى ، فأنا إلهكم ، وليس لكم إله غيري . ثم يؤكد هذه الألوهية فيقول لهامان وزيره : { فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ … } [ القصص : 38 ] وفي موضع آخر قال : { يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ * أَسْبَابَ ٱلسَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ … } [ غافر : 36 - 37 ] . وكأنه يريد أن يُرضي قومه ، فها هو يريد أنْ يبحث عن الإله الذي يدَّعيه موسى ، وكأنه إنْ بنى صرحا واعتلاه سيرى رب موسى ، لكن هل بنى له هامان هذا الصرح ؟ لم يَبْن له شيئاً ، مما يدل على أن المسألة هَزْل في هَزْل ، وضحك على القوم الذين استخفّهم ولعِب بعقولهم . وإلا ، فما حاجتهم لحرق الطين ليصير هذه القوالب الحمراء التي نراها ونبني بها الآن وعندهم الحجارة والجرانيت التي بنَوْا بها الأهرامات وصنعوا منها التماثيل ؟ وعملية حَرْق الطين تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد ، إذن : المسألة كسب الوقت من الخَصْم ، وتخدير الملأ من قومه . وقوله : { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ … } [ القصص : 38 ] وقبل أنْ يصل إلى حكم فيرى إله موسى أو لا يراه ، يبادر بالحكم على موسى { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [ القصص : 38 ] ليصرف ملأه عن كلام موسى .