Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 39-39)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : تكبروا دون حق ، وبغير مبررات للكِبْر ، فليس لديهم هذه المبررات لأن الإنسان يتكبَّر حين تكون عظمَته ذاتية فيه ، أمّا العظمة المخلوقة لك من الغير فلا تتكبر بها ، مَنْ يتكبر يتكبَّر بشيء ذاتي فيه ، كما يقولون اللي يخرز يخرز على وركه . وكذلك في دواعي الكِبْر الأخرى : الغِنَى ، القوة ، الجاه ، والسلطان … إلخ . لذلك يكره الله تعالى المتكبرين ، ويقول في الحديث القدسي : " الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما أدخلته جهنم " . والكبرياء والعظمة صفة جلال وجمال لله تعالى تجعل الجميع أمام كبرياء الله سواء ، فلا يتكبَّر أحد على أحد ونرعى جميعاً مساوى في ظل كبرياء الله الذي يحمي تواضعنا ، فلو تكبَّر أحدنا على الآخر لتكبَّر بشيء موهوب له ، ليس ذاتياً فيه لذلك ينتصر الله لمن تكبَّرت عليه ، ويجعله أعلى منك ، وعندنا في الأرياف يقولون : اللي يرمي أخاه بعيب لن يموت حتى يراه في نفسه . والمتكبّر في الحقيقة ناقصُ الإيمان لأنه لا يتكبَّر إلا حين يرى الناس جميعاً دونه ، ولو أنه استحضر كبرياء خالقه لاستحيا أنْ يتكبَّر أمامه ، وهكذا كان استكبار فرعون وجنوده في الأرض بغير حق . أما إنْ كان الاستكبار من أجل حماية الضعيف ليعيش في ظلاله فهو استكبار بحق لذلك نقول حين يصف الحق - تبارك وتعالى - نفسه بأنه العظيم المتكبّر نقول : هذا حق . لأنه حماية لنا جميعا من أنْ يتكبَّر بعضنا على بعض . وقوله تعالى : { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } [ القصص : 39 ] فاستكبارهم في الأرض جاء نتيجة ظنهم بأنهم لن يرجعوا إلى الله ، وأنه تعالى خلقهم ورزقهم ، ثم تفلَّتوا منه ، ولن يعودوا إليه ، لكن هيهات ، لا بُدَّ - كما نقول - لهم رَجْعة .