Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 41-41)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أئمة : جمع إمام ، وهو مَنْ يُؤتَم به ، والمأموم أسيرُ إمامه ، فلو كنا في الصلاة لا نركع حتى يركع ، ولا نرفع حتى يرفع ، فمتابعتنا له واجبة ، فإنْ أخطأ وجب على المأموم أنْ يُنبِّهه وأن يُذكِّره يقول له : سبحان الله ، تنبه لخطأ عندك ، إذن : نحن مأمومون له في الحق فقط ، فإنْ أخطأ عدَّلْنا له . والإمام أُسْوة وقدوة للمأمومين في الخير ومنهج الحق ، كما قال تعالى في حَقِّ نبيه إبراهيم عليه السلام : { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً … } [ البقرة : 124 ] . وعندها أراد إبراهيم عليه السلام أنْ تظلَّ الإمامة في ذريته من بعده ، فقال { قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي … } [ البقرة : 124 ] فصحَّح الله له وأعلمه أن الإمامة لا تكون إلا في أهل الخير { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } [ البقرة : 124 ] . لذلك لما دعا نوح - عليه السلام - ربه : { رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي … } [ هود : 45 ] صحح الله له { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ … } [ هود : 46 ] . إذن : أهلية النبوة وأهلية الإمامة عمل وسلوك لا قرابة ولا نَسَب . وقد تكون الإمامة في الشر ، كهذه التي نتحدث عنها : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ … } [ القصص : 41 ] فهم أُسْوة سيئة وقدوة للشر ، وقد جاء في الحديث الشريف : " من سَنَّ سُنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومَنْ سنَّ سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر مَنْ عمل بها إلى يوم القيامة " . ويقول تعالى في أصحاب القدوة السيئة : { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ … } [ النحل : 25 ] . فكان فرعون وملؤه أسوة في الشر ، وأسوة في الضلال والإرهاب والجبروت ، وكذلك سيكونون في الآخرة أئمة وقادة ، لكن إلى النار { وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } [ القصص : 41 ] .