Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 59-59)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إذن : لا بُدَّ أن نُعْلِم بالمنهج ، ويأتي رسول يقول : افعل كذا ، ولا تفعل كذا ، حتى إذا حَلَّ العذاب بالكافرين يكون بالعدْل ، وبعد إلزامهم الحجة ، لا أنْ نترك الناس يذنبون ، ثم نقول لهم : هذا حرام . وسبق أنْ قُلْنا ما قاله القانون : لا عقوبة إلا بتجريم ، ولا تجريم إلا بنصًّ ، ولا نصَّ إلا بإعلام . وما كان الله ليهلك قرية ظلماً ، إنما عقوبةً لهم على ما فعلوا . والقرية لها تسلسل فنقول : نَجْع وهو المكان الذي تسكنه أسرة واحدة ، و كَفْر لعدة أسر ، ثم قرية ثم أم القرى وهي الحضر أو العاصمة ، وقد نزل القرآن في أمة مُتبدية ، تعيش على الترحال ، وتقيم في الخيام تتنقل بها بين منابت الكلأ ، فقالوا أم القرى للمكان الذي تجد به القرى ، وتتوفر فيه من مقومات الحياة مَا لا يوجد في النجوع والكفور والقرى الصغيرة ، كما يعيش الآن أهل الريف على قضاء حوائجهم من البندر ، كأنّ أُمّ القرى لها حنان ، يشمل صغار البلاد حولها . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ … } .