Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 64-64)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وسبق أن ناداهم { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [ القصص : 62 ] أي : في زعمكم لأنه سبحانه ليس له شركاء ، وهنا يقول لهم { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } [ القصص : 64 ] ولم يقُلْ شركائي ، مع أنهم اتخذوهم شركاء لله . فمعنى { شُرَكَآءَكُمْ … } [ القصص : 64 ] أفي دعوى الألوهية ؟ لا ، لأنهم تابعون لهم ، إذن : فما معنى { شُرَكَآءَكُمْ … } [ القصص : 64 ] ؟ قالوا : الإضافة تأتي بمعَانٍ ثلاثة : إما بمعنى من مثل : أردب قمح أي : من قمح ، أو بمعنى في مثل : مكر الليل أي : مكر في الليل ، أو : بمعنى لام الملكية مثل : قلم زيد أي : قلم لزيد . فالمعنى هنا { شُرَكَآءَكُمْ … } [ القصص : 64 ] أي : من جنسكم أو فيكم يعني : لا يتميز عنكم بشيء ، والإله لا بُدَّ أن يكون من جنس أعلى ، فإنْ كان من جنسكم ، فهو مُسَاوٍ لكم ، لا يصلح أن تتخذوه إلهاً . ومعنى { ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ … } [ القصص : 64 ] يعني : نادوهم لينصروكم ، ويشفعوا لكم ، كما قلتم : { هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ … } [ يونس : 18 ] . وقلتم : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ … } [ الزمر : 3 ] . إذن : فنادوهم ليُقربوكم من الله ، وليشفعوا لكم ، والذي يقوم بهذه المهمة لا بُدَّ أنْ يكون له منزلة عند الله يضمنها ، وهل يضمن هؤلاء الشركاء منزلة عند الله ؟ كيف وهم لا يضمنونها لأنفسهم ؟ { فَدَعَوْهُمْ … } [ القصص : 64 ] يا شركاءنا ، يا مَنْ قُلْتم لنا كذا وكذا أدركونا { فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ … } [ القصص : 64 ] لأنهم مشغولون بأنفسهم { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } [ القصص : 64 ] يعني : لو كانوا يهتدون بهَدْي الله ، وهَدْي رسوله ، ويروْن العذاب الذي أنذرهم به حقيقة وواقعاً لا يتخلفون عنه لَمَا حدث لهم هذا ، ولما واجهوا هذه العاقبة . أو : أنهم لما رأوا العذاب حقيقة في الآخرة تمنَّوا لو أنهم كانوا مهتدين . ثم يقول الحق سبحانه : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ … } .