Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 67-67)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لماذا استخدم هنا عسى الدالة على الرجاء بعد أنْ قال { مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً … } [ القصص : 67 ] ولم يقل : يكون من المفلحين فيقطع لهم بالفلاح ؟ قالوا : لأنه ربما تاب ، لكن عسى أن يستمر على توبته ليستديم الفلاح أو نقول أن عسى من الله تدل على التحقيق ، وسبق أنْ قُلْنا : إن الرجاءات على درجات : فالرجاء في المتكلم أقوى من الرجاء في الغائب ، فإنْ كان الرجاء في الله فهو أقوى الرجاءات كلها . لذلك يقول سبحانه في خطابه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [ الإسراء : 79 ] فأيُّ رجاء أقوى من الرجاء في الله ؟ إذن : عسى رجاء حين تصدر ممن لا يملك إنفاذ المرجو ، وتحقيق حين تصدر ممَّنْ يملك إنفاذ المرجو ، وهو الحق سبحانه وتعالى . ثم يقول الحق سبحانه : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ … } .