Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 23-23)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإنْ أصرَّ الكافر على كُفْره وعبادته للأصنام التي لا تنفع ولا تضر ، ولم تُجْدِ معه موعظة ولا تذكير فلا ملجأ له ولا منفذ له إلى رحمة الله لأنه عبد أولياء لا ينفعونه بشيء وكفر بي ، فليس له مَنْ يحميه مني ، ولا مَنْ ينصره من الأصنام التي عبدها ، فليس له إلا اليأس . واليأس : قَطْع الرجاء من الأمر ، وقد قطع رجاء الكافرين لأنهم عبدوا ما لا ينفع ولا يضر ، وكفروا بمَنْ بيده النفع ، وبيده الضُّر . وقلنا : إن المراد بآيات الله إما الآيات الكونية التي تُثبت قدرة الله ، وتلفت إلى حكمة الخالق - عز وجل - كالليل والنهار والشمس والقمر ، أو آيات المعجزات التي تصاحب الرسل ليؤيدهم الله بها ويُظهِر صِدْقهم في البلاغ عن الله فكفروا بآيات القرآن الحاملة للأحكام . وقد كفر هؤلاء بكل هذه الآيات ، فلم يُصدِّقوا منها شيئاً ، وما داموا قد كفروا بهذه الآيات ، وكفروا أيضاً بلقاء الله في الآخرة فرحمة الله بعيدة عنهم ، وهم يائسون منها . لذلك كانت عاقبتهم { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ العنكبوت : 23 ] ثم يقول الحق سبحانه : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن … } .