Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 148-148)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي أن الذي يريد الدنيا فالله يعطيه من الدنيا غنائم وأشياء ، ولنا أن نلحظ أن الحق عندما يتكلم هنا عن الدنيا فهو لم يصفها بحُسن أو بشيء ، فقد قال : { ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } [ آل عمران : 148 ] ، لكن عندما تكلم عن الآخرة فهو يقول : { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } [ آل عمران : 148 ] وهذا هو الجمال الذي يجب أن يُعشق لأن الدنيا مهما طالت فهي متاع وغرور وزخرف زائل ، ومهما كنت منعماً فيها فأنت تنتظر حاجة من اثنتين : إما أن تزول عنك النعمة ، وإما أن تزول أنت عن النعمة . ويختم الحق الآية بقوله : { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران : 148 ] وقد أحسنوا حين ناجوا ربهم بعدما أصابهم . إنهم سألوا المغفرة ، وسألوا أن يغفر لهم إسرافهم في أمرهم ، وأن يثبت أقدامهم وأن ينصرهم على القوم الكافرين لأنهم رأوا أن قوتهم البشرية حين يتخلى عنهم مدد الله تصبح هباءً لا وزن لها . { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران : 148 ] ومثلما قلنا في الصبر : { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } [ آل عمران : 146 ] كفى بالجزاء على الصبر أن تكون محبوباً لله ، كذلك كفى بالجزاء على الإحسان أن تكون محبوباً لله . وبعد ذلك يقول الحق : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا … } .